الخميس، ١٥ نوفمبر ٢٠٠٧

هو ده الشعب المصري!!!!!

نص الحوار الذي أجريناه مع
المهندس/ عبد الرحمن محروس
احد منظري الحركة
الحاكم المستبد ضحية شعبه .
سيدنا موسي أرسل إلي فرعون بعكس كل الرسل الذين أرسلوا إلي أقوامهم.
النخبة هم عازفو السفينة الغارقة .
ثورة 1919 هي بيضة الديك وهي الاستثناء الذي يؤكد القاعدة
.



أثار البيان التأسيسي لحركة مواطنون ضد الشعب ردود فعل غاضبه لدي الكثير الذين اعتبروا أن الحركة حركة تهريج لا تغيير وأن البيان فرقعه علي طريقة خالف تعرف وأن أثره ينتهي بمجرد قراءته لذا وجدنا انه من المناسب أن نجري هذا الحوار مع أحد منظري الحركة.

- علق الكثير علي بيان الحركة بأنها حركة تهريج لا تغيير.
هذا ليس بتهريج ولكنه استقراء حقيقي للواقع والتاريخ والذي نرفض الاعتراف به لأن الاعتراف به يخرجنا من حالة السكون والتخاذل والتداعي التي نعيشها والغالبية لا ترغب في ذلك.
- لكن هل هناك حركة تدعو لتهجير شعب بأكمله و استبداله بشعب أخر طريقا للحل كما زعمتم.
برغم أن هذا ذكر علي سبيل المبالغة إلا أنه وللأسف يمت للحل بصلة كبيرة لأنه لا يستقيم الظل والعود أعوج لأن الحاكم ظل الشعب ...وكيفما تكونوا يولي عليكم.
- لكن الشعب مجني عليه دائما ومغلوب علي أمره.
الشعب جاني بالدرجة الأولي والحاكم هو المجني عليه ، وخطأ المجني عليه فاق خطأ الجاني وطفلك إذا شب عابثا لاهيا فاجرا فالذنب ليس ذنبه ولكن ذنبك أن تركته يصل إلي هذه المرحلة ، وأنت حين تجد حصانك جامحا شاردا فلا تعيب عليه ولكن العيب عليك انك لم تروضه.
- هذه اتهامات مرسله بغير دليل وأمثلة لا يصلح القياس عليها كقاعدة حتى لو بدت بأشكال جذابة ممنطقه.
الدليل ينبع من الرسالات والتاريخ وأمثال الشعوب ، فالله عندما أرسل كل رسول أرسله إلي شعبه (وإلى عاد أخاهم هود......) ، ( وإلى ثمود أخاهم صالحا......) أما سيدنا موسي فقال له (اذهب إلى فعون إنه طغي ) ومن عجب الأعاجيب أن أي شعب أذا أهين أو أستخف به يتمرد ويثور أما الشعب المصري فيطيع(فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ) أما بالنسبة للتاريخ فالشعب المصري لم يقم بأي ثورة ضد أي نظام حكم مستبد بل كان سببا رئيسيا في استبداده واستمرائه للحكم ، حتى الانجازات العظيمة في تاريخنا مثل الأهرامات وقناة السويس بنيت بالسخرة وتحت سياط الجلادين ودفن بسببها آلاف المصريين تحت التراب ..أنظر إلي حضارة خمس آلاف سنه التي نتفاخر بها إنها قبور جلادينا.
أما عن الأمثال – والشعوب تعرف من أمثالها- فحدث ولا حرج فهي تدعو إلي مهادنة الحاكم وتمهد له كل السبل للغواية وهاكم الأمثال.
(لو رحت بلد بتعبد العجل حش وأرمي له)
(الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح)
(لو جاك البحر طوفان حط ولادك تحت رجليك)
(العين ما تعلاش علي الحاجب)
(اللي يجوز أمي أقوله يا عمي)
(الميه ما تجريش في العالي)
( جوم يساعدوه في قبر أبوه ساب الطوريه وجري)
(اصبر علي جارك السو يا تجيله مصيبة يا يرحل)
(قالوا لجحا الحرامي سرق بقرة أبوك قال عند أبويه زي عند الحرامي)........الخ.
ألا تري بعد ذلك أن الحاكم ضحية يستحق الشفقة.
- منهجكم هذا يدعو إلي تدعيم الحاكم المستبد وغض الطرف عنه وعمل إحباط للشعب.
الحاكم المستبد ليس في حاجة دعم فالشعب قد قام بدعمه بما يكفيه لمئات السنين ، أما الإحباط فأين هو ؟شعب يعيش كل هذه المآسي والمهازل التي ترها أين هو ؟ أين ثورته التي نحبطها وحماسه الذي نخمده وناره التي نطفئها .
- يذكر لنا التاريخ ثورة 1919 وثورة يوليو فكيف تدعون أن الشعب لا يثور.
ثورة يوليو ليست بثورة وإنما كما قال المؤرخون إنها كانت حركة تغيير ضد أوضاع داخل الجيش فجأة وجدت نفسها تحكم البلاد وبالله عليك لو فشلت هذه الحركة وسيق أفرادها إلي أعواد المشانق .ماذا كان يفعل الشعب غير تحميلهم المسؤولية.
أما ثورة 1919 فهي بيضة الديك و الاستثناء الذي يؤكد القاعدة ويبدو أن الشعب كان في غير وعيه. ولماذا لم تسألني عن ثورة عرابي ؟ هل تعلم أن عرابي انتهت حياته بأسوأ معاملة من الشعب وبصق علي وجهه وهو خارج من المسجد وهجاه شوقي حين مات قائلا.
صغير في الحياة...صغير في الممات
- هل تعتقد أن حركتكم أو قل دعوتكم عمليه أم أنها فرقعه إعلامية علي قاعدة خالف تعرف وينتهي أثرها بمجرد انتهاء قراءة البيان.
نحن جادون تماما ومصرون علي التشخيص السليم للواقع ، لاحظ معي أن الذين يشكون لا يعانون والذين يعانون لا يشكون...فهل تري حتى نكون عمليون أن نلقي بالمسؤولية علي الحاكم ....مأساتنا أننا جعلنا من الحاكم شماعة نلقي عليها بضعفنا وعجزنا حتى وخصينا ...أرأيت ذلك الشاعر الصعيدي (لاحظ صعيدي) الذي يقول في قصيدة له وهو في عنفوان شبابه.
أحببتها
تزوجت سواي
لعنته في سري ونمت
( أنظر هذا كل ما فعله وصعيدي كمان..وهذا ما نفعله جميعا .)
- لكن الشعوب ليست بكاملها علي درجة كبيرة وواحدة من الوعي ولكن دائما ما تكون هناك نخبة تقودها إلي تصحيح الأوضاع .
عندنا للأسف الشديد النخبة أحد العوامل الرئيسية المساندة للحاكم والمفتتة لأي تجمع يسعي من أجل التغيير،وهم كما قال الشاعر الكبير احمد فؤاد نجم يعطون وجوههم للحاكم وظهورهم للشعب ، وهم كما أقول أنا ( عازفو السفينة الغارقة) .
بل لا أكون متجنيا عليهم إذا قلت أن من مصلحتهم استمرار هذا الوضع المتردي لأنهم كأصحاب محلات الفراشة يسعدون بالجنائز وكحفاري القبور يسعدهم كثرة الموتى...قللي بالله عليك ماذا قدمت النخبة غير اللطم والنواح، وليس النائحة كالثكلى . إنهم لا يعانون شيئا في حياتهم أنظر إليهم وهم خلف الميكروفونات وفي الغرف المكيفة بملابسهم المستوردة ووجوههم البيضاء التي لم تري الشمس ...هذا هو أكل عيشهم ....تري هل من مصلحتهم أن يستقيم الحاكم ؟ ولو استقام الحاكم ماذا سيفعلون؟.
- إذا كان دوركم ينتهي عند التشخيص فماذا تختلفون عن النخبة.
التشخيص الصحيح هو بداية العلاج ونحن نقدم تشخيصا حقيقيا لا تجاريا.