كعادته باغتني قائلا : أكتب لي عشرة أسطر أستصدر لك حكما يالأعدام...ألقيت نظرة علي وجهه الغامض الذي لا تستطيع أن تميز جده عن هزله وقلت : هل تركت مهنة المحاماة وعملت بالنيابة؟! قال : لا لكن أكتب حتى أبرهن لك علي صدق " فولتير" ... هنا تنبهت لما دار بيننا من حوار أنفا حول هذا الموضوع ويهدوء أخرجت له ورقة وشرعت في كتابة قصة بعنوان "حدث في دورة المياه" ..ناولته الورقة ...تناولها بنهم وأخذ يقرأ سطورها وهو يعقد حاجبيه تارة ويطلقهما تارة أخري ثم أخذ يتلو قرار الاتهام ...عند دخولك دورة المياه سمعت أصوات انفجارات ، وهذه قضية حيازة مواد متفجرة ومع استخدامك ل"السيفون" التالف أحدث أصواتا مزعجة ، وهذه قضية إزعاج سلطات وعقب خروجك من دورة المياه انبعثت روائح كريهة ، وهذا أيضا تستر علي الفساد وعند تفتيش دورة المياه عقب خروجك عثر علي أدوات لاستخدامها في الانتحار عند اللزوم ...هنا صرخت كمحام محترف (اعتراض) فأنا لم أكتب في اعترافي – أقصد قصتي- عن هذه الأدوات ...نظر إلي بتؤدة ثم أردف قائلا : ألم تذكر في وصفك لدورة المياه أن بها حوض غسيل أعلاه صنبور يرتفع عن الأرض بمقدار متر...صدمت جبهتي بصفحة يدي صدمة أعادتني إلي مكان جلوسي ..وقلت: معذرة..آه..نسيت لقد فعلها (الباشا) مع (السننانيري) في الثمانينيات...وقبل أن ينتشي بلذة النصر بادرته ...ولما كل هذا العناء حتي تستصدر هذا الحكم فأنت و"فولتير" تعيشان في عصور متخلفة ، تحتاجان إلي عشرة أسطر وإلي كتاب العسس في فك رموز القصص ...أما أنا فلست في حاجة إلي كل هذا العناء ...فقط أخرج لي من حافظتك بعض الدولارات أضمن لك محاكمة عسكرية.
الجمعة، ١٠ يوليو ٢٠٠٩
*** هذا ما حدث (قصة قصيرة)
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)