الثلاثاء، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٠

*** ليت الاخوان يفعلونها


ليت الاخوان يفعلونها

من الممكن ان يتخذ اي فصيل سياسي قرار- بعد استطلاع مؤسساته- يري انه هوالاصوب وقد يكون هو كذلك بالفعل لكن اذا ما استنفذ هذا القرار الغرض منه يصبح التراجع عنه شيئا محمودا ..وهذا هو حال الاخوان فعندما عارضهم الكتير حول المشاركة في الانتحابان البرلمانيه قالوا اننا لن نمتنع عن المشاركه الا اذا امتنعت جميع القوي السياسيه عن المشاركه ولكن باقي القوي الذي استطاع النظام ان يخترقها ويحولها الي ديكورا سياسيا قررت المشاركه ربما بعد تلميحات لها بأنها سوف تكون الوريث الشرعي لمقاعد الاخوان في المجلس المنتهي ولايته ، نعم لقد كان للاخوان اهداف كثيره من وراء خوض هذه الانتخابات نجمل اغلبها في الاتي :-

1- ان الجماعه تؤمن بأن التغيير السلمي لن يكون الا عبر صناديق الانتخابات وعليها ان تخوض مثل هذا النضال السياسي دون النظر الي كلفته.

2- فضح جميع ممارسات النظام والكشف العملي للعوار الذي اصاب الدستور المصري في مقتل بعد التعديلات الدستوريه التي لم يكن لها هدف سوي اقصاء جماعة الاخوان عن الحياة السياسيه.

3- رساله الي النظام المصري بأن الجماعه ماضيه في نضالها رغم الضربات المتلاحقه من محاكمات عسكريه وضربات اقتصاديه وامنيه والتي لن تفت في عضدها .

4- تحقيق العديد من الاهداف الداخليه للجماعه كالاحتكاك بالشارع وتدريب كوادرها واختبار قدراتها التنظيميه في ظل الاوضاع الغير عاديه....الخ .

بإنقضاء المرحله الاولي من الانتخابات ومنذ فتح باب الترشيح وحتي اعلان نتيجة هذه المرحله وما شهدتها من ممارسات اجمعت عليها كل مؤسسات المجتمع المدني الدوليه والمراقبين المحليين لهذه العمليه الانتخابيه التي تمت ببجاحه وغباء شديدين نري أن الجماعه قد حققت جل اهدافها من وراء خوض هذه الانتخابات وان الاستمرار في هذه التراجيديا السياسيه من جانب الاخوان خطأ كبير فمن خلال النتائج المعلنه فاز حزب الوفد الوريث الشرعي المنتظر للمعارضه بثلاثة مقاعد ويدخل الاعاده عي سبعة مقاعد اي علي احسن الاحوال سوف يكون عشره مقاعد بالمجلس اذا فاز في كل الدوائر التي يخوض فيها الاعاده ، واذا لم يكرر النظام تجربة الشوري ويعطي الاخوان صفر فإنه في احسن الاحوال سوف يفوزون بخمسة مقاعد علي الاكثر ولن تضيف الجوله الثانيه ادانه اكبر للنظام مماحدث في الجوله الاولي فالوطني ينافس الوطني في هذه الجوله والاخوان يدخلون الاعاده علي سبعة وعشرون مقعده فقط والحصار لهم مستمر والناس اصيبت بالاحباط ولن تذهب الي صناديق الاقتراع بمعني انه لن يذهب سوي افراد الجماعه في كل دائره ليصوتون لمرشحي الاخوان .

لذا يصبح قرار عدم المشاركه في الجوله الثانيه من هذه المهزلة صفعه من الاخوان علي وجه النظام واضفاء للمزيد من عدم الشرعيه لهذا المجلس الذي سوف يضفي علي الانتخابات الرئاسيه في العام القادم المزيد من الشكوك.

فهل يفعلها الاخوان ويقررون الانسحاب ام انهم سوف يستعذبون دور الضحيه ويستمرون في هذه التراجيديا بعد ان حققوا معظم اهدافهم من وراء خوض هذه الانتخابات .