الاثنين، ١٤ يوليو ٢٠٠٨

الزواج والشعب المصري وصناعة المشاكل


في خبر نشرته جريدة المصري اليوم عن دراسة اعدها معهد بروكنجز الامريكي من خلال مدير مبادرة الشباب في الشرق الاوسط ناف ديلون قال "إن تكلفة الزواج في مصر تعادل دخل 43 شهر كاملا لكل من العريس ووالده مما يعني ان علي العريس ووالده ادخار كامل دخلهم علي مدار اربع سنوات تقريبا لتوفير نفقات الزواج".
وقد تحدث عن بعض اسباب تأخر الزواج مثل البطالة والاستمرار في التعليم فترات اطول من المعتاد.
لكن الباحث لم يغوص في عمق المشكلة ليسبر اغوارها ويكتشف اننا في مصر وبأفكارنا المتحجرة نمثل رقما مهما في تعاظم هذه المشكلة فبرغم قسوة الحياة امام الشباب وانتشار البطالة وازمة السكن و الاسعار نجد اننا نغالي في المهور ابتداء من الشبكة التي هي في الاصل هدية من العريس الي عروسه فأصبحت الشبكة ام عشرة الآف جنيه رقم هزيل ولا يعتد به إلا في الاوساط الدنيا (إلا ما رحم ربي) وخد عندك الشقة ايجار ولا تمليك و العبش كام اوضه والستاير كرانيش ولاسادة والاجهزة الكهربائية كامله بما فيها الدش والريسيفر وحفلة الخطوبة في النادي والحنه لازم يكون فيها d.g وتصوير فديو والفرح وما ادراك ما فستان الفرح(حتي ايجاره اصبح يضلع) وكوافير واستديو للتصوير غير المصور اثناء الحفله والفديو وشاشات العرض وفرقه للزفة ودي غير فرقة الحفلة او ال d.g وبدل ما كان مشروب اصبح مشروب وسندوتش وحتة جاتوة....فاتوره طويله ليس للشباب امامها إلا الانحراف او الزواج العرفي او العنوسه .
حرام ...حرام ...حرام..والله العظيم حرام (لا حظ ان الحكومة ليس لها دخل في هذه القائمة التعجيزية من الطلبات)
زمان علي ايام ابائنا كان الواحد ممكن يخطب بدبلتين وكان الدهب ببلاش بالقياس باسعار هذه الايام ويتزوج في اوضه في بيت العيله رغم ان لافتة شقه للإيجار كان لا يخلو منها شارع ويعمل الفرح في الشارع امام البيت ومع ذلك كانت الحياة حلوه ومافيش عنوسه ونسبة الطلاق منخفضة ومحدش كان يسمع عن الزواج العرفي إلا في كتب الفقه القديمه والست تخلف خمسه اوسته ويتعلموا احسن تعليم ...وكان الحب هو السائد والمادة مش كل حاجه .
لكن ايه اللي حصل اخذنا نشق علي انفسنا وعلي ابنائنا فشق الله علينا جميعا
.ارجوكم محدش يتكلم عن دور الحكومة في تفاقم مشكلة العنوسه ؟!