الأربعاء، ٢٣ يوليو ٢٠٠٨

ثورة يوليو والحقيقة التي لا تغيب



اليوم الذكري ال 56 لثورة يوليو وانا ككل المنصفين الذين يرون ان ثورة يوليو كانت عظيمة في انجازاتها كما كانت عظيمة في اخطائها وهي عمل بشري قابل للخطأ والصواب..لكن الذي ينساه الكثيرون دائما حينما يتحدثون عن الاعمال التاريخية العظيمة هو العنصر البشري اقصد الشعب والشعب المصري هنا ليس له اي دور في الثورة اذا جاز لنا ان نسميها ثورة حسب التعريفات الاكاديمية والتاريخية لان الضباط الاحرار انفسهم لم يكونوا يقصدون سوي حركة تصحيح داخل الجيش(عمنا هيكل هو اللي قال كده) فجاه لقوا البلد في ايديهم وهلل الشعب وعلي فكره لو ان الضباط الاحرار فشلوا وعلقوا علي اعواد المشانق لكان الشعب هتف للملك بطول العمر وبالعار والشنار لهؤلاء الخونة. واذا كان جسم الثورة قد فسد في بعض اجزائه فإن الشعب هو صاحب المسؤلية عن هذا الفساد (لاحظ انني واحد من هؤلاء) فهذا الشعب تاريخه الطويل في السلبية والخضوع لمن يحكمه فاسدا كان ام صالحا وهو الذي اغري الكثير من اجناس الارض بالطمع في حكم مصر وكان لهم ما ارادوا هم الذين قال فيهم رب العزة "فاستخف قومه فاطاعوه" فالاستخفاف بهم كان هو العامل المهم في الطاعة هم الذين حكمهم الرومان والمماليك والفرنساويين والشراكسة والعثمانيون والانجليز ...الخ قائمة من ازمنة الخضوع يندي لها الجبين . كم مات من المصريين في بناء مقابر الفراعين والذي نفتخر بها اليوم علي انها حضارة سبعة الاف سنه و ليس ذل سبعة الآف سنه ولن اذهب بعيدا ولن اقلب صفحات التاريخ القديم والوسيط لكنها احداث شهدها الكثير منا عندما هزم الجيش المصري في 67 وضاعت سيناء واعترف عبد الناصر بمسؤليته عن الهزيمة واعلن استقالتة لقد خرج الشعب في كل القري والمدن والنجوع (او أخرج العملية واحد) يطالب الرئيس بالبقاء الرجل يعترف بالفشل ونحن نقول له تغور مصر في ستين داهيه وتفضل انت انها عبادة الفرد. والأن أنتقل بالكاميرا لتري الشعب المصري او فصيل منه هو نفسه يقتل السادات في ذكري انتصاره علي العدو وقبل ايام من استرداد كامل تراب سيناء الذي اضاعاها عبد الناصر... وبعد عشرين سنة اللي قتلوة قالوا عنة شهيد ...!!!؟؟؟ و انظر الي الشعب الانجليزي وهويسقط ( ونستون تشرشل) في الانتخابات بعد ان قهر الالمان في الحرب العالمية الثانية ....لقد قالوا تعليقا علي هذا الفعل ان تشرشل رجل حرب والحرب انتهت ونحن في حاجة الي رجل دولة......!!!! عجبي..وكل ثورة واحنا طيبين.

الاثنين، ١٤ يوليو ٢٠٠٨

الزواج والشعب المصري وصناعة المشاكل


في خبر نشرته جريدة المصري اليوم عن دراسة اعدها معهد بروكنجز الامريكي من خلال مدير مبادرة الشباب في الشرق الاوسط ناف ديلون قال "إن تكلفة الزواج في مصر تعادل دخل 43 شهر كاملا لكل من العريس ووالده مما يعني ان علي العريس ووالده ادخار كامل دخلهم علي مدار اربع سنوات تقريبا لتوفير نفقات الزواج".
وقد تحدث عن بعض اسباب تأخر الزواج مثل البطالة والاستمرار في التعليم فترات اطول من المعتاد.
لكن الباحث لم يغوص في عمق المشكلة ليسبر اغوارها ويكتشف اننا في مصر وبأفكارنا المتحجرة نمثل رقما مهما في تعاظم هذه المشكلة فبرغم قسوة الحياة امام الشباب وانتشار البطالة وازمة السكن و الاسعار نجد اننا نغالي في المهور ابتداء من الشبكة التي هي في الاصل هدية من العريس الي عروسه فأصبحت الشبكة ام عشرة الآف جنيه رقم هزيل ولا يعتد به إلا في الاوساط الدنيا (إلا ما رحم ربي) وخد عندك الشقة ايجار ولا تمليك و العبش كام اوضه والستاير كرانيش ولاسادة والاجهزة الكهربائية كامله بما فيها الدش والريسيفر وحفلة الخطوبة في النادي والحنه لازم يكون فيها d.g وتصوير فديو والفرح وما ادراك ما فستان الفرح(حتي ايجاره اصبح يضلع) وكوافير واستديو للتصوير غير المصور اثناء الحفله والفديو وشاشات العرض وفرقه للزفة ودي غير فرقة الحفلة او ال d.g وبدل ما كان مشروب اصبح مشروب وسندوتش وحتة جاتوة....فاتوره طويله ليس للشباب امامها إلا الانحراف او الزواج العرفي او العنوسه .
حرام ...حرام ...حرام..والله العظيم حرام (لا حظ ان الحكومة ليس لها دخل في هذه القائمة التعجيزية من الطلبات)
زمان علي ايام ابائنا كان الواحد ممكن يخطب بدبلتين وكان الدهب ببلاش بالقياس باسعار هذه الايام ويتزوج في اوضه في بيت العيله رغم ان لافتة شقه للإيجار كان لا يخلو منها شارع ويعمل الفرح في الشارع امام البيت ومع ذلك كانت الحياة حلوه ومافيش عنوسه ونسبة الطلاق منخفضة ومحدش كان يسمع عن الزواج العرفي إلا في كتب الفقه القديمه والست تخلف خمسه اوسته ويتعلموا احسن تعليم ...وكان الحب هو السائد والمادة مش كل حاجه .
لكن ايه اللي حصل اخذنا نشق علي انفسنا وعلي ابنائنا فشق الله علينا جميعا
.ارجوكم محدش يتكلم عن دور الحكومة في تفاقم مشكلة العنوسه ؟!