الأحد، ١٢ ديسمبر ٢٠١٠

"زمن الزغاريد" قصه قصيره

عمرو الحسيني لزومي


هذه القصه من وحي اعفاء ابني عمرو من الخدمة العسكريه


(زمن الزغاريد)قصه قصيره


هكذا تمر السنون سراعا وتطوي الأحداث صفحات الزمان ...تأكله كما تأكل النار الهشيم ...لم يكن صنديدا كما الفرسان أو ماهرا كما الرماه ولا حتي مقاتلا شديد البأس ولا مطلوبا منه أن يكون هكذا فقد حرمه الله بعضا من نعمه التي تجعله مثلهم لكن الله أسبغ عليه نعمة الايمان.. ايمان راسخ لا تزلزله الجبال... هكذا كان جدي عمرو وقتئذ لقد تمني أن يطأ الجنة بعرجته تلك.. كم كانت سعادته وسعادتنا حين سمح له المعصوم أن يذهب للجهاد نزولا علي الحاحه... كان يكفيه أبنائه المقاتلين الأشاوس الذين رفضوا خروجه والذين أبلوا بلاءا حسنا، انطلقت دعواتنا له ولهم أن يرزقهم الله احدي الحسنيين... ذهب وكان له ما أراد وما تمنيناه له وما تمناه هو قبل أن يؤذن له بالجهاد ... انطلقت مع خبر نيله الشهاده من خيامنا صيحات فرح تشبه ما انطلق الأن من زغاريد رجت اركان منزلنا لحظة ولوج أبني عمرو حاملا شهادة الاعفاء من الخدمة العسكريه بسبب تقوس بسيط في الساقين ...كغيره من الأبناء كان يبحث في جسده عن عله تعفيه من الفريضة الغائبه كم كانت سعادته وسعادتنا حين فشلت كل العلل ونجحت تلك العلة التي لم نكن نراها...الهاتف لا ينقطع رنينه حاملا اجمل التهاني والتبريكات وفود المهنئين تغمر البيت ...المشروبات المثلجه توزع عليهم والوعود بالولائم تطلق للمقربين منهم...دخل علينا دونما استأذان... ملابسه توحي بأنه من زمن غير الزمن فمازال يتمنطق بسيفه لابسا لامته اوحي للبعض أنه من دراويش السيده أو الحسين اخذ البعض يربت علي كتفيه والبعض الأخر يحاول أن يجلسه بجواره ...كنت اراه غير ذلك إنه مقاتل من زمن قطز اوصلاح الدين علي اقل تقدير...مددت له يدي بزجاجه ( الكولا) لم يعرن اهتماما رمقني بنظرة غاضبه وعاد يصغي الي حوارات المحاورين من المهنئين ...وبدون مقدمات انتفض واقفا ثم هرول صائحا "لبيك قدساه...لبيك قدساه " انطلقت ضحكات المهنئين تملأ ارجاء المكان فغطت علي صيحاته.