وقد تناول الدارس العلاقه الغريبه بين الأمن والمواطن في مصر وقد أشار الي حالة الريبه للموطن المصري الذي يخشي دخول أقسام الشرطه والتعامل عبر التاريخ مع الشرطه ورجال حفظ الأمن ويعزو المؤلف ذلك الي تراث الرقيق الأبيض أو التراث المملوكي أو تراث الدقشرمه والدقشرمه هم رقيق كان العثمانيون يأتون بهم من شرق أوربا وهم أطفال صغار ثم يربونهم ويخضعونهم لتدريبات عسكريه شاقه وكذا تدريبات اداريه ثم يلحقونهم بالجيش أو المناصب الإداريه المهمه وكان هؤلاء الدقشرمه يعاملون المصريين بقسوه وغلظه وينظرون بتعال الي ابناء مصر كما يفعل كل مسؤول الأن، لأنه يبدوا أن سلالة الدقشرمه لم تنقرض بل واصلت التوالد والانتشار علي بر مصر .
فلا أحد يدري كيف يعتبر مسؤول أمني أو ذو ملابس رسمية نفسه بمجرد تعيينه (حكومة) وبقية الناس (أهالي)..عقدة التعالي ونظرة الاستخفاف بالمواطن وحقوقه ونظرية "الضرب يولَد ..الاعتراف" التي ابتدعها رجال الأمن.. كل هذا يجعل المواطن يخشى التعامل مع الشرطة حتى لو كان شاكياًونسي الأمن أن القمع والإيذاء الجسدي والنظرة الدونية قد تقود يوماً إلى انفجار المواطن أو ذراع الأمن نفسها.. مثلما حدث في أحداث الأمن المركزي في فبراير شباط من عام ألف وتسعمئة وستة وثمانين..حين اضطر الجيش إلى النزول إلى الشارع وفرض حظر التجوال بعد أن فقد الأمن سيطرته على الوضع في مواجهة جنود الأمن المركزي الغاضبين.
ويحدثنا رحّالة آخر هو الأمير رودولف ("رحلة الأمير رودولف إلى الشرق" -عبد الرحمن عبدالله- عام ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين) من الأسرة الحاكمة النمساوية المجرية "آل هابسبرغ" -الذي زار مصر في أواخر عهد الخديوي إسماعيل- عن أن المصرى يخاف خوفاً مرعباً من الذين يلبسون ملابس رسمية. وقص قصة "خولي " أو رئيس أنفار دخل هارباً بين أعواد القصب بمجرد رؤية خادم ملكي يرتدي ملابس رسمية. ويدهش رودولف لذلك مع أنه أمير نمساوي.. وكانت النمسا في ذلك الوقت مشهورة بالحكم القمعي العنيف ومعاملة الفلاحين معاملة سيئة.
تري هل يأتي يوما يحطم فيه الشعب المصري هذا التراث البغيض فهؤلاء الشباب والشابات الشرفاء يتعرضوا ويتعرضن لهذا النوع من الإيذاء وللتحرش الجنسي وما زادهم إلا ايماننا بقضيتهم ولكن هؤلاء العشرات لا يصلحون تاريخا ولا يقومون اعوجاج شعب استمتع وما زال يستمتع بتراث